مولده و نشأته:
ولد الشيخ نافع بن خالد العلواني الحموي في مدينة حماة عام 1931م حيث تلقى تعليمه فيها حتى سنة 1951م حينما حصل على الشهادة الثانوية، ثم نال الشهادة في أهلية التعليم من مدينة حمص ، وشاء الله أن يتعرف على الشيخ محمد الحامد في مدينته حماة ، حيث لازمه إلى سنة وفاة الشيخ الحامد 1996 م ، وكان الشيخ رأسا في العلم والورع فلازمه وأحبه .
قرأ النحو على الشيخ عبد القادر العلواني حين كان في الإعدادي، وقام بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية بعد حصوله على الإجازة من كلية الشريعة في دمشق سنة 1961م .
درًس التربية الإسلامية واللغة العربية في محافظات:
حماة ، حلب ، دير الزور ، درعا، ثم غادر سوريا إلى الإمارات سنة 1978م ، وعمل في وزارة الأوقاف في الإمارات واعظا في المنطقة الشرقية .
بقي في الإمارات حتى 1993م حيث أصيب بالقلب ، فغادرها إلى الأردن واستقر فيها من سنة 1993م، حيث قام بتدريس قصص الأنبياء والمواعظ في عدة مساجد في عمان العامرة متطوعا بدون راتب.
انضم الشيخ نافع لجماعة الإخوان المسلمين بسوريا في وقت مبكر من حياته ووقف في وجه الحزب البعثي في سوريا حتى أنهم قاموا بنسف بيته في حي (شارع الشيخ علوان)، كما هدموا أربعة بيوت لآل العلواني والصمصام والغرابيلي والنجار وثلاثة بيوت أخرى تضررت أيضاً، كما أصيبت زاوية الشيخ علوان.
قالوا عنه
كتب مجد مكي: لما بلغني نبأ وفاة فضيلة الشيخ نافع العلواني رحمه الله تعالى كتبت على صفحتي هذه الكلمات:
رحم الله تعالى شيخنا العالم المجاهد المهاجر نافع بن خالد العلواني الحَمَوي الذي توفي في عمان هذا اليوم الخميس 3 من شعبان 1439 عن 87 عامًا . والشيخ ولد في مدينة حماة سنة 1931م، وتلقى تعليمه فيها حتى سنة 1951 حيث حصل على الشهادة الثانوية .
ثم نال الشهادة في أهلية التعليم من مدينة حمص ، ولازم فضيلة العلامة الشيخ محمد الحامد في مدينته إلى أن توفي 1969. وقام بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية بعد حصوله على الإجازة من كلية الشريعة في دمشق سنة 1961م .
درَّس التربية الإسلامية واللغة العربية في محافظات : حماة ، حلب ، دير الزور ، درعا. كان من أهم الرجال المواجهين لجرائم النظام في أحداث جامع السلطان بحماة.
درّس التربية الإسلامية في ثانوية أبي الفداء بحماة، وابتدأ التضييق عليه ومحاولة اعتقاله عقب ملاحقة الشيخ محمد الحامد وعدد من مجاهدي حماة الأوائل، عام 1976، وأقام فترة في حلب متخفيا ، ثم غادر سوريا إلى الإمارات سنة 1978م، وعمل في وزارة الأوقاف واعظا وخطيبا وإماما، ونال محبة الناس له وحظي بمكانة واسعة لدى حكام الإمارات.
وفي اليوم الذي قرر منحه الجنسية الإماراتية، طلب منه – بقرارات أمنية مخابراتية – مغادرة الإمارات، فغادرها إلى الأردن 1993م، واستقرّ فيها إلى وفاته. زرته أكثر من مرة في منزله بحي ماركا بعمان، وسمعت منه بعض ذكرياته، وللشيخ خبرة عميقة بتفسير الرؤى، ولديه محاضرات ودروس مسجلة، وكان الشيخ – رحمه الله تعالى- ضليعًا بالعربية فصيحًا خطيبًا، عالمًا بالتفسير مؤثِرًا في دروسه، وجمع بين الدعوة والعلم والتربية نشيطًا في الدروس والحلقات المسجديَّة وغيرها.
والشيخ نافع سِجلّ تاريخيٌّ حافل في العلم والدعوة والتربية والجهاد. عاش أكثر من خمسين عاما من عمره مبعدًا عن وطنه صابرًا محتسبًا داعيًا معلمًا رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وتقبل محنته وهجرته وجهاده، وجمعنا به في مستقر رحمته ودار كرامته.وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وكتب الأخ الشيخ رسلان المصري الحَمَوي :
رحم الله شيخنا أبا عبادة “الشيخ نافع خالد علواني” فقد انتشر ذكره بين طلبة العلم في حماة منذ أن كنا صغاراً في المرحلة الابتدائية، وخصوصاً بعد أحداث جامع السلطان في مدينة حماة الذي كان نقله من التدريس في مدارسها من أهم أسباب تلك الأحداث، وبقي ذكره يزداد، وما زلت أتمنّى اللقاء به حتى تحقق أول مرة في المدينة المنورة قريباً من الحجرة الشريفة في عام 1978م حينما كنا طلاباً في الجامعة الإسلامية، ولم يطل هذا اللقاء حيث كان متوجِّهاً إلى العمرة ومن بعدها إلى دولة الإمارات العربية.
ثم انقطعنا إلى عام 1997م حيث زرته أول مرة مع الأخ أبي نعيم – أمير زكية ، في بيته بعمان، وكانت زيارة طويلة من حيث الأنسُ والإمتاع بأحاديث الشيخ ونكاته وفوائده العلمية، وكان من بين أحاديثه: تعرفه على الشيخ محمد الحامد رحمه الله وتتلمذه عليه، وتواضع الشيخ وحبه لتلاميذه وأنسه معه، وكم زاره الشيخ في بيته الصغير ،لكنه مطل على البساتين تلك المناظر التي يأنس لها الشيخ الحامد. كما حدثنا عن ورع الشيخ رحمه الله.
وأذكر أنه ذكر لي ميلاده عام 1932م وتعرفه على الشيخ محمد الحامد عام 1952م. وقد سألته عن علاقته بالشيخ فيصل الحجي فاسترجع الذكريات بينهما والأشعار التي تبادلاها. كما حدثنا عن انتقاله من الإمارات إلى الأردن والملابسات التي حصلت.
وعن تفسير الأحلام وأنه يزمع تأليف كتاب في ذلك، وقد أظهرت له عدم ارتياحي لذلك، وأن حاجات الأمة الآن أكبر من ذلك فأقرَّني على ذلك. ثم استمرت الزيارات في كل صيف في العطلة الصيفية، وقد أهداني مجموعة ضخمة من دروسه التي كان يلقيها في الإمارات وفي الأردن. كما حدثنا عن ذكريات الطلب في جامعة دمشق، حيث كان يسكن مع الأستاذ عبد الغني سعد الدين رحمه الله، والمقالب التي كانت تحدث بينهما.
ممَّا يميِّز الشيخ رحمه الله:
لطفه مع جلسائه، وكرمه في بيته، وإبداء الملاحظات بلطف وأناة، وسؤاله عن إخوانه وزملائه في التدريس وطلابه، وحرصه على الوقت، وعلى نشر العلم، وتحرقه على واقع أمته، والرجولة الأصيلة مع شجاعة وإقدام، والأناقة في الكلام والمظهر.
وقد عرف الحَمَويون ذلك فقدروا له قدره من حيث الاحترامُ والتقدير، والثقة بعلمه ، والحرص على دروسه واستفتاؤهم له في ما يعرض لهم من مسائل فقهية. بل عرض مشكلاتهم عليه. وكم كان يسعد بحلِّها .
اللهمَّ لا تحرمنا أجرَه، ولا تفتنَّا بعده، واغفر لنا وله، اللهمَّ أنت ربه، وأنت خلقته، وأنت تعلم سرَّه وعلانيتَه، جئناك شفعاء، فاغفر له وارحمه، وتجاوز عنه، واغسله بالماء والثلج والبرَد، وباعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب، ونقِّه من خطاياه كما ينقَّى الثوبُ الأبيض من الدَّنس.
وفاته:
توفي في عمان يوم الخميس 3 من شعبان 1439هـ الموافق 18 أبريل 2018 م عن 87 عاما رحمه الله تعالى.