مولده و نشأته :
لقب بالكبير تمييزاً له عن الشيخ محمود بن عبد الرحمن الشقفة الذي كان أصغر منه سناً ويلقب بالصغير
ولد بحماة في حي الشرقية بالحاضر بحدود عام 1888 من أسرة تَخَّرج منها العديد من العلماء ولها نسب إلى رسول الله r ويرجع أصلهم إلى عرب النعيم، تلقى العلم في مدارسها، وتدرج فيها حتى نال شهادة البكالوريا الأولى من سلطاني حماة – التجهيز.
وقد كان في هذه الفترة من تعليمه في المدارس الحكومية، وما بعدها يتردد إلى مجالس العلماء يلازمهم، ويدرس عليهم، ويتلقى العلم الشرعي منهم، فقد درس على العلامة الشيخ «فارس الشقفة» وغيره، وكان شيخه الملازم له في الفقه الشافعي الفقيه الشيخ «عبد القادر لبابيدي» وكان هذا دأبه حتى برع في علم الفقة، وصار يشار إليه بالبنان، كما برع في علم اللغة العربية وآدابها، وصار له في الأدب المكانة العالية والباع الطويل، فقد كان أديباً من الطراز الأول، وله ملكة للحفظ والفهم قوية، يحفظ بعض أشعار العرب الجاهليين وخطبهم ورسائلهم وأقوالهم بلهجاتهم.
كما كان له إلمام واسع في حفظ أقوال النبي وخطبه ورسائله، ومن ثم صحابته من بعده.
كما كان له علاقة قوية مع البدو – عرب البادية – نشأ بينهم وصار له معرفة في أحوالهم وفي حياتهم وأسماء عشائرهم وتفرعاتها وأخبارهم وقصصهم وأشعارهم… يخرج إليهم ويلبس لباسهم ويقيم عندهم ويؤاكلهم ويتكلم بلهجاتهم وكأنه وأحد منهم، ويفتي لهم حتى صار عارفة لهم.
عُين معلماً في المدرسة الابتدائية الحكومية في قرية «كفرزيتا» التابعة لحماة لمدة ثلاث سنوات ثم في قرية «حلفايا» كذلك، وكان كثيراً ما يعتلي المنبر لخطبة الجمعة أثناء غياب خطيبة الرسمي أو في وجوده، كما عُين في قرية «صوران» إضافة لعمله التعليمي خطيباً وإماماً لأحد مساجدها، وفي هذه الفترة من حياته الأولى كان له الأثر الواضح في هذه القرى وغيرها من تعليم ودعوة إلى الله وترسيخ قواعد الدين بين أبنائها، وما زال العديد من المسنين من أهالي هذه القرى الذين كانوا تلامذة عنده، أو الذين كانوا يجتمعون معه في سهراتهم وندواتهم أثناء إقامته عندهم يذكرونه بخير ويثنون على كرمه وأخلاقه ويقدرون له فضله عليهم، فقد كان كما سمعت من العديد الذين أدركوه وتتلمذوا عليه أنه كان يخرج إلى قريتهم صباح كل سبت، ليلتحق بعمله وهو راكب على فرسه الزرقاء في لباسه العربي القمباز أو الدشداشة، وعلى رأسه الحطة والعقال أو بالجبة والعَمَةِ البيضاء يعّلم صباحاً في المدرسة، ويحضر سهراتهم وندواتهم في المساء يعلمهم أحكام الدين، ويذكر لهم من أحوال النبي.
وفاته :
توفي في سنة 1961م عن عمر ناهز السبعين تقريباً، بعد أن أمضى حياته في ترسيخ أسس الدين ولتعليم المسلمين، وإفتاء المستفتين رحمه الله تعالى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر الترجمة : كتاب / من مشاهير و علماء حماة / عبد المجيد محمد منير الشققي